بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مُصَرِّف الأيام ومُقَلِّب الشهور والأعوام خالق الساعات والأيام وصلاة وسلاماً على بدر التمام ورسول السلام خير من صلى وصام عليه أفضل الصلاة والسلام ...
أما بعد...
فمع مرور الأيام والسنين نتغير وتتغير أشياء كثيرة من حولنا ومنها ما أبدع الله في خلق الأكوان والأفلاك من طبيعة نضرة وجمال في شتى بقاع الكون وهذا ما دعانا إليه المولى عز وجل من التفكر في خلقه سبحانه لنرى عِظَمَ ما خلق وأبدع لقوله تعالى :- " إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب " آل عمران الآية 190 ...
إذن في حلقتنا سنتفكر في جزء بسيط من عظيم يحدث للكون من تغير ... حلقتنا وقد عرفتم عنوانها ( الشتاء ) بإذن الله سنكون في رحلة ممتعة للإستزادة من الإيمان والعلم وسنلم أكبر قدر حول الموضوع من كل جوانبه فأدفئوا أسماعكم بحلقة اليوم معنا فمرحبا بكم ...
ماهو الشتاء ؟ وما مصدره ؟ أي من أين يأتي ... وماذا على المسلم فعله تجاه الشتاء أو غيره من تقلبات الدهر ... لانستطيع أن نُعَرِّف الشتاء بتعريف محدد إلا أن العلم الحديث حدده بأنه تغير لموقع الأرض حول الشمس أو ما يسمى بتغير الفصول الأربعة ونحن لا ننكر العلم ولا نعارضه إلا إن تعارض مع الدين فأصل الشتاء ماورد على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم :- " اشتكت النار إلى ربها فقالت يارب أكل بعضي بعضاً فأذن لها بنَفَسَيْن نَفَسٌ في الشتاء ونَفَسٌ في الصيف فأشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير " رواه البخاري ومسلم ... فتغير الجو حقيقةً نفس لجهنم عياذاً بالله وهذا يذكر المسلم والمسلمة إن كانت شدة البرد في الدنيا تقتل فكيف بها في الآخرة كفانا الله وإياكم الشر ... حتما سيمر الشتاء على الأرض كما أمر الله سبحانه مخلوقاته فهل لنا من إعتبار أو تذكار ...؟
https://www.youtube.com/watch?v=CrsLerxgVNQ
مما يتميز به الشتاء عن غيره من الأيام برودة الجو وهطول الأمطار وتساقط الثلوج وقصر ساعات النهار وطول ساعات الليل وغيره الكثير ... والمسلم ولله الحمد يعلمه ربه سبحانه ويتعلم من نبيه صلى الله عليه وسلم ومن صحابته الكرام ومن علماء الأمة وأخيارهم الأمور المتعلقة بالشتاء كالصلاة والوضوء وعامة أحكام الطهارة وحاله اليومية في هذا الوقت من العام ...
ونعمة المطر هم من أفضل النعم التي ينزلها المولى على عباده فرحمة وجو عليل وراحة بال وصوت يشعر برحمة وعظمة الرحيم العظيم ...
جميل هو المطر وجميل هو الشتاء والأجمل من ذلك كله شعور المسلم والمسلمة بنعمة الله سبحانه وما حبانا من بطانيات ولحف وأَسِرَّة تقينا بإذن الله برد الشتاء وتعيننا أيضا على شكر نعمة الله وتذكرنا بحال المسلمين إخواننا الذين أصابهم البرد والجوع والمرض والله أعلم بحالهم ...
https://www.youtube.com/watch?v=XhqyXzG-ob8
فقرة ( قالوا عن ) ... قال المصطفى عليه الصلاة والسلام :- " الشتاء ربيع المؤمن قَصُرَ نهاره فصامه وطال ليله فقامه " وقال أبو منصور الثعالبي رحمه الله في اللطائف والظرائف :- " ومن محاسن الشتاء طول الليل الذي جعله الله عز وجل سكنا ولباسا وبرد الماء وانقطاع الذباب والبعوض وعدم ذوات السموم من الهوام والشتاء حبيب الملوك وأليف المتنعمين وهو زمان الراحة " هذا في مدح الشتاء أما ما ورد في ذمه ما قاله بعض السلف :- " الشتاء هلاك المساكين " وقال الثعالبي أيضا :- " الشتاء عذاب وبلاء وعقاب ولأواء يغلظ فيه الهواء ويستحجر فيه الماء وينحجر الفقراء وما ظنك بما يذوي الوجوه ويعمش العينين ويسيل الأنوف ويغير الألوان ويقشف الأبدان ويميت كثيرا من الحيوان فكم فيه من يوم أرضه كالقوارير اللامعة وهواؤه كالزنابير اللاسعة وليل يحول بين الكلب وهريره والأسد وزئيره والطير وصغيره والماء وخريره " وليس ذكرنا لذم الشتاء سب للريح والدهر فهذا لايجوز بل ما نقصده هو وصف للشتاء لا أكثر ...
https://www.youtube.com/watch?v=A2rW9NJWUFw
إذن ... الشتاء وإن كان في ظاهره بعض العُسْر أو ما يكدر العيش لكنه حقاً موسم رائج و متنوع للتزود من كل الخيرات وحري بالمسلم أن يدرك أن التغير من سنن الله في هذه الحياة فعلى القادر الشكر وعلى المقتدر الصبر وعلى المسلمين التكاتف والتعاون في وقت الشتاء وغيره وليعلم المسلم والمسلمة أن الشتاء ليس يدعوا الناس لترك الدفء وطلب الراحة بل على العكس كل أوقات حياة المسلم تدعوه للأخذ من الدين ما استطاع إنفاذا لأمر الله سبحانه وتعالى الذي قال :- " فاتقوا الله ما استطعتم " التغابن آية 16...
زادنا الله وإياكم شكر النعمة وجزيل عطاياه ونشكركم في ختام هذه الحلقة والشكر لله أولا ثم نشكر مجموعة زاد الدعوية على تقديم بعض المقاطع في هذه الحلقة وسنضع رابط قناتهم على اليوتيوب ...
دعمكم وتعليقاتكم وآراءكم معين لنا بعد الله على التواصل والإستمرار وقبل الختام نشكركم على حسن إستماعكم وإنصاتكم ...
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق