الجمعة، 3 أكتوبر 2014

التاسع من ذي الحجة ... " يوم عرفة "

بسم الله الرحمن الرحيــم

الحمد لله الذي أتم لنا شرع الدين وجعلنا به من خير أمة اخرجت للناس ... الحمد لله الذي هدانا للاسلام وماكنا لنهتدي لولا ان هدانا الله ... وأزكى صلاة وسلام على خير من صلى وقام ، واخبت الى ربه وتبتل اليه ثم نام ... حبيبنا وقدوتنا وقرة اعيننا رسول العالمين محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله الطيبين وأزواجه امهات المؤمنين والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ومن اقتدى بهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين ...

لبيك اللهم لبيك
لبيك لاشريك لك لبيك
إن الحمد والنعمة لك والملك
لاشريك لك

حجاج بيت الله الحرام يتوافدون منذ صبيحة هذا اليوم العظيم التاسع من ذي الحجة " يوم عرفة " الى مشعر عرفات الطاهر لقضاء فترة معينة في هذا المكان اقتداء بسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - واتباعا لأمر الله سبحانه وتعالى ذاكرين ملبين شاكرين الله عز وجل على ان بلغهم هذا اليوم العظيم وهذا الموقف العظيم ...

إن هذا اليوم العظيم له عدة خصال تميزه عن غيره من الأيام لكنه في عامه هذا يمتاز بأكبر مزية فيه الا وهي اقترانه بيوم الجمعة ... فالله أكبر ؛ إنها نفس الطريقة التي حج فيها الرسول صلى الله عليه وسلم حجة الوداع حيث خطب على مشعر عرفات بكلمات أوضح فيها معالم الدين وبين للناس الطريق الصحيح للوصول الى رضوان الله ومغفرته وجناته وأكمل بأمر ربه للناس دينهم ...

مما ذكره المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في خطبته يوم عرفة :- { ألا إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا } وهذا القول من اهم تعاليم الدين الاسلامي في عقيدة ترابط المسلمين وتوحيد الصف بكل معانيه ولكنه صلى الله عليه وسلم إبتدأ خطبته بعد حمد الله بقوله :- { لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا } فكانت هذه الكلمات شادة لإنتباه الحضور جميعهم لعلمهم بأهمية الامر وأهمية ما سيقوله صلى الله عليه وسلم ...

تكثر الكلمات وتتشابك الجمل في عدم إيفاء هذا اليوم حقه لكن مانستطيع قوله هو أنه يوم لا مثيل له من كل النواحي إستدلالاً بقوله تعالى :- { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } فهي أهم ميزة لهذا اليوم العظيم الذي أتم فيه الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم الاسلام ووضح طريقه الحق لكل الناس ولكل الأجناس ... وكما ذكرنا ان من المميزات اجتماعه مع يوم الجمعة الذي هو ذو فضائل عظيمة فاجتماع العظيمين يدل على خير كثير وحظ وافر لمن ادرك فضل الله { والله ذو فضل عظيم } واما اجتماع يوم الجمعة ويوم عرفة فقد دل على ذلك القرآن الكريم بقوله :- { وشاهد ومشهود } على اصح اقوال العلماء ...

لبيك اللهم لبيك
لبيك لاشريك لك لبيك
إن الحمد والنعمة لك والملك
لاشريك لك

إن فضل هذا اليوم يمتد بفضل الله الى غير الحجاج وهم في بيوتهم فيشغلون الوقت بذكر الله تعالى والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وقراءة القرآن وصيام يوم عرفة الذي أورد في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قوله :- { صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة الماضية والسنة المقبلة } فلله الحمد والشكر على هذا العطاء العظيم الذي من قد ضيعه فقد حُرِمَ والله المستعان ...

ومما ذكره المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في خطبة يوم عرفة أنه قال :- { خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيين من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير } ويكثر المسلم من انواع الدعاء لنفسه ولأهل بيته ولعموم المسلمين بصلاح الدنيا والآخرة ... وإن مما يذكرنا به هذا اليوم العظيم هو اجتماع المسلمين على فعل واحد بلباس واحد في مكان واحد فهنيئا لهم ان يباهي { يُفَاخِر } المولى عز وجل بهؤلاء ملائكته الصالحين ويشهد الملائكة ان قد غفر لهم وهذا بإذن الله يشمل من هم في البيوت إذا استغلوا وقت هذا اليوم إستغلالا لصالح انفسهم لأن الله غني العالمين سبحانه وتعالى وكل هذا لمصلحتنا ...

لبيك اللهم لبيك
لبيك لاشريك لك لبيك
إن الحمد والنعمة لك والملك
لاشريك لك

لن اطيل في الكلام اكثر فكل من لديه عبارات جميلة اودعها لهذا اليوم ابتغاء رضوان الله ومغفرته وعتقا من النار ولنا ولهم ولسائر عباد الله الصالحين نسأل الله القبول والسداد والتوفيق ...

ختامـــــا...

الله نسأل ان كما جمع الحجاج في مكان واحد ان يجمعنا جميعا ووالدينا والمسلمين في مقعد صدق عند مليك مقتدر برحمته إنه هو ارحم الراحمين والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله اجمعين ...



< كما ذكرت سابقا فإني اطرح جميع الوسائل التي استطيع التواصل معها وبجميع اللغات متعاونا مع من يريد الاستفسار او المشورة ونسأل الله ان يوفقنا وإياكم لكل خير > 
البريد الالكتروني :- www.junid@hotmail.com
صفحة الفيس بوك :- https://www.facebook.com/Global1Library
او عبر التعليق على المنشورات في المدونة :- soundofpen.blogspot.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق